السبت، 15 أكتوبر 2011

حلم جميل

 أستيقظ أحمد من النوم فى يوم ما شاعرا بإحساس غريب بداخله فهو يشعر أن شيئا ما أيقظه وتعجب من هذا الشعور الداخلى المنبعث من قلبه فهو يشعر أنه سعيد ولكنه لا يعرف ما سبب هذه السعاده , عندما أفاق و تناول فطوره وصلى ركعتى الصبح قام ليفتح التلفاز ليجد الدنيا مقلوبه رأسا على عقب و كل القنوات تنقل الأخبار العاجله , فوجدها أخبار سعيده و مفاجئه فى نفس الوقت , فما هى هذه الأخبار ؟ هى إصدار قرار بإعدام مبارك و زوجته و أبنائه و رجاله الفاسدين جميعا , فذهل من الخبر فكيف و متى حدث ذلك ؟.


 جلس فى حيرته بعد أن هدأ و تابع تلك القناه التى تحلل الأخبار و يثق أحمد فى هذه القناه لأنها تختلف تماما عن التليفزيون المصرى الذى يضلل الناس و ينشر أخبار كاذبه بل و يشارك فى إفساد البلاد , عندما سمع التحليل الذى إستمر لمده ساعه و نصف فهم الأمر تماما و إبتسم , لقد سلم المجلس العسكرى السلطه لرجل مدنى محترم منتخب من أغلبيه الشعب المصرى و أصبحت البلاد هادئه و فى إستقرار و لكن إستقرار حقيقى ملموس بعكس الإستقرار الذى يدعو له بعض الناس ضعيفه القلوب و مغيبه العقل , أول قرار إتخذه الرئيس الجديد هو إعدام مبارك و زوجته سوزان مبارك و إبنهما علاء و جمال و أيضا إعدام رجال مبارك الفاسدين منهم صفوت الشريف و زكريا عزمى و أحمد عز و العادلى و أحمد فتحى سرور و غالى و نظيف و غيرهم الكثير من كلاب الفاسد الظالم .


 تفاجأ أحمد من هذا التغير السريع فى الأحداث فالناس كلها راضيه و سعيده وكل مواطن يحترم الأخر و أختفت الفلول و أصحاب المصالح الدنيئة , لم يظهر أحمد أى تعاطف تجاه المحكوم عليهم بالإعدام و لماذا يتعاطف معهم أليسوا هم من أفسدوا الحياه المصريه بكل جوانبها , أليس مبارك هو من فرض على شعب مصر الجوع و الحرمان و الظلم و البطاله ولم يكتفى بل أراد أن يهدى مصر لأبنه جمال ليكمل المسيرة القذرة و كأن أرض مصر هى ملكا لمبارك و أولاده , المفسدون كلهم يستحقون الأعدام فبسببهم ظلت كلاب أمن الدولة تنهش في لحمنا وترهبنا وتنتهك أعراضنا و أصبحت أقسام الشرطة في عهدهم  أوكار للتعذيب وإهانة المواطنين , فى عهدهم ظهرت العشوائيات و ظاهره أطفال الشوارع , مبارك بسببه إنخفضت مكانه مصر العربيه و الإفريقيه و هو من حاصر غزة وتركها فى الجوع و الحرمان و تحت نيران إسرائيل الوحشية , لم بنس أحمد الإحتكار الذى دمر الإقتصاد المصرى و الطوابير التى زهقت فيها أرواح من أجل رغيف العيش الذى هو أبسط حقوق المواطن أو من أجل أنبوبه غاز حرم منه المصريين من أجل أن تنعم به إسرائيل بأرخص ثمن , نظام مبارك كان يطعم المصريين القمح المسرطن و اللحوم الفاسدة و جعل مياه النيل غير صالحه للشرب , لم ينس أيضا رجال الأعمال الذين فروا للخارج بأموال البلد ليجوع أبناء مصر و لم ينس إفساد التعليم و تسميم عقوال أطفال مصر و إنتشار الأمراض بشكل كبير بين الشعب المصرى , شعر أحمد بالإشمئزاز من كل هذه الأشياء ولكنه أكمل التفكير فهناك العديد من الفساد و القذاره التى تسبب بها مبارك و رجاله مثل إفساد الحياه السياسيه و حرمان المصريين من الحريه و التعبير عن إختياراتهم و تزوير الإنتخابات ووضع البلد تحت تصرف البلطجيه ليرهبوا الناس و يسرقوهم , و تذكر أيضا بيع أراضى الدوله و الممتلكات العامه بأبخس الأثمان وكأن مصر هى ملكهم ولم ينس موت الألاف فى العبارة و حوادث القطارات وتحت أنقاض العمارات , ولم ينس إغراق الفلاحين فى الديون و سجنهم و تجريف الأراضى الزراعيه وأغرقوا المصريين فى الفقر و الأميه و الفتنه الطائفيه التى كانوا يشعلونها , ولم ينس التغاضى عن أفعال إسرائيل بقتل المصريين على الحدود , و إهانه القضاه و الصحفيين و إختفاء البحث العلمى و إختفاء كرامة المصرى داخل مصر و خارجها , ولم ينس إحتكار مبارك لنصر إكتوبر و نسبه لنفسه وأخفى ذكر الأبطال الحقيقيين للمعركة و حرمهم من التكريم , لقد عاش المصريون فى عهد مبارك أكثر الأوقات ظلمة و صعوبه و فقدوا أى أمل فى الحياه و المستقبل و لم يعرفوا غير المهانه و الذل و الخوف لذلك لم يتعاطف أحمد مع هؤلاء المجرمين و لم يشك للحظه أنهم يستحقوا الإعدام .


 شعر أحمد بصداع فى رأسه و قام ليغسل وجهه بالماء و أفاق ليجد أنه عاد إلى أرض الواقع ووجد أن المجلس العسكرى لم يسلم السلطه و من الواضح أنه لن يفعل ذلك بل وجدهم يضربون المدنيين و يحاكموهم و ينتهكون كرامتهم , وجد أن مبارك و بعض رجاله يحاكمون محاكمات وهميه فيعطى لهذا عده سنوات من السجن و الأخر بضعه سنوات و لكن مبارك وولديه لا يسمع عنهم شيئا ووجد أن سوزان مبارك بريئه و لا تحاكم و أن الكثير من رجال مبارك ليسوا فى مصر أصلا بل هاربون , وجد رجال الحزب الواطى يترشحون لإنتخابات مجلس الشعب ولا يوجد أى رد فعل من المجلس العسكرى بل مساعده منه , وجد حكومه ضعيفة هشة ليس لها فائدة فأيقن أنه كان فى حلم و أن كل ما رأه كان من درب الخيال و لم يفهم شيء و لكن كل ماكان يعرفه أنه كان يعيش فى حلم جميل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق