دعاني أحد أصدقائي و هو عضو بحركة 6 إبريل لحضور حفل بمدينة المحلة الكبرى تنظمه الحركة من أجل تكريم شهداء انتفاضة المحلة 2008 و التي راح ضحيتها 3 شبان من أبناء المحلة و هم " أحمد على " و " أحمد النونو " و " رضا النجار " و تم أيضا تكريم الشهيد " علاء عبد الهادى " الذى أستشهد فى أحداث مجلس الوزراء , و كان الحفل جميلا و مؤثرا و تم عرض بعض الفيديوهات التى تحكى عن كفاح شباب حركة 6 إبريل منذ تأسيسها و دور الحركة فى الثورة و ما بعد الثورة , كنت أشعر بالسعادة و الفخر و أنا ضمن هؤلاء الشباب المحب لمصر فعلا و الذى واجه نظام مبارك فى عز جبروته و هم شرارة الثورة و معهم الحركات و الكيانات الأخرى مثل حركة كفاية و الجمعية الوطنية للتغيير , وقفوا أمام مبارك و نظامه و واجهوا الظلم و التنكيل و الاعتقالات فى الوقت الذى كان فيه باقى أفراد الشعب المصرى خاضعون و صامتون و يرضون بحالهم , تم تشويه هؤلاء الشباب و من وقف معهم و تم اتهامهم بالعمالة و أنهم قلة مندسة و مازالت هذه الاتهامات تطاردهم حتى الآن بعد قيام الثورة و تحرير العقول " أو كنا نعتقد أنها حُررت " هؤلاء الشباب لا يستحقون ما لاقوه من تخوين و تشويه و هم أصحاب الفضل فى توعية الناس للثورة و واجبهم تجاه أنفسهم و تجاه وطنهم , و فى الحفل كُرم أهالى الشهداء و تم عرض تاريخ الحركة و نضالها و تضمن الحفل بعض الفقرات الترفيهية و تعالت الهتافات التى هزت كيان كل من حضر الحفل و قابلت عمنا " كمال خليل " الذى أرى فيه جزء من جمال مصر و طيبتها .
كل أب من آباء الشهداء الشهداء الثلاثة أُتيح له الكلام بل و البكاء فى ذكرى أبنائهم الذين ضحوا بأرواحهم و مستقبلهم من أجل أن يتحرر هذا الوطن من الفساد مثلهم مثل شهداء الثورة الذين ضحوا أيضا من أجل مستقبل هذا الوطن , كان مطلب الآباء هو أن يُسمى ميدان الشون و هو أحد ميادين المحلة و هو الميدان الذى يحتضن مظاهرات أبناء المحلة , كانوا يريدون أن يتغير اسمه ليصبح " ميدان الشهداء " و أيضا طالبوا بأن يُعاملوا كشهداء الثورة و أُسرهم كأسر الشهداء يستحقون التعويض , أهم ما طالبوا به هو القصاص الذى هو مطلب كل أسرة فقدت ابنا لها و كل مواطن حر كريم يملك النخوة و لا يرى كرامة دون القصاص للشهداء , هذا هو المغزى يا سادة فشهداء الثورة و ما بعد الثورة الذين استشهدوا بسبب انتهاكات الحكم العسكرى و جرائمه مثلهم مثل من استشهدوا فى انتفاضة المحلة و مثل ضحايا التعذيب الذين فقدوا حياتهم و كرامتهم فى أوكار أمن الدولة و أقسام الشرطة مثل خالد سعيد و السيد بلال و عصام عطا و غيرهم ممن فقدوا حياتهم بسبب عدم احترام القانون و الإنسانية , مثلهم مثل ضحايا العبارة و حوادث القطارات الناتجة عن إهمال المسئولين و مثل ضحايا الدويقة و ضحايا الأمراض التى انتشرت فى مصر بسبب الأطعمة الفاسدة و المياه الغير صالحة للشرب و من ماتوا فى المستشفيات الحكومية بسبب أن الحكومة تعاملهم كأنهم غير آدميين , مثل مروة الشربينى التى قُتلت على يد مواطن ألمانى و ضاع حقها بسبب تخاذل الحكومة المصرية فى الدفاع عن حقها و مثل الجنود المصريين الذين قُتلوا على الحدود ضمن انتهاكات إسرائيل و لم يتحرك مسئول فى مصر للدفاع عن حقوقهم , كل هؤلاء و غيرهم من ضحايا الحكم العسكرى الذى ظلت مصر تعانى منه عشرات السنين لهم حق يجب أن يؤخذ لصالح الشعب , هناك حق مجتمع فلا يكفى تعويض أسر الشهداء و لا يكفى تسمية الشوارع و الميادين و المدارس و محطات المترو باسمهم و لكن لا بد من القصاص من كل رجال نظام مبارك من أصغر رجل حتى أكبر رجل فيه و بالتالى يجب القصاص أيضا من كل جنرالات المجلس العسكرى الذى هو جزء من نظام مبارك , ما أريد أن أقوله أن كل الشهداء واحد لهم حق واحد و هو القصاص و أن الدولة المدنية التى تحترم الحقوق و الإنسانية هى التى تحمينا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق