تمتلئ الفترة الحالية بتكهنات حول الخلاف القائم بين المجلس العسكرى و الإخوان و إن كنت أعتقد عدم وجود خلافات إلا البسيطة منها مثل الخلافات الطفيفة التى قد تحدث بين الأصدقاء أو الأشقاء و الشركاء , فهم شركاء فى عملية إجهاض الثورة و تشويهها و لكل غرضه , فالإخوان يريدون السلطة بشدة و يريدون الإنفراد بالقوة و السلطة داخل هذا البلد , و المجلس العسكرى يريد السلطة أيضا لضمان الأمان لهم و ستر جرائمهم و فسادهم و لذلك يجب أن يتولى السلطة من يتميز بالولاء و السمع و الطاعة و بذلك يضمن المجلس العسكرى الخروج الآمن من الحياه السياسية و الحفاظ على نظام مبارك .
الإخوان فضّلوا السلطة على حق الشعب و فضلوها عن أهداف الثورة و مسارها الصالح مع أنهم كانوا من الممكن أن يحصلوا على ما هو أفضل من السلطة و هو حب الناس و إحترامهم و ووقوف شباب الثورة و باقى القوى السياسية بجانهم للقضاء على نظام مبارك بأكمله و تحقيق الثورة بكامل أهدافها و أيضا كانوا سيحصلون بالضرورة على السلطة و لكنهم تسرعوا و آثروا أن يتخلوا عن الثورة و أهدافها و عقد الصفقات هنا و هناك و أصبحوا من الساكتين عن الحق و صمتوا عن إنتهاكات العسكر و تركوا الشباب يُقتلون و البنات يُنتهك أعراضهن لأنهم رأوا مصلحتهم فى عدم التحرك حتى و لو تخلوا عن جانب الحق , و لذلك فإن ذلك الإسم ” الإخوان المسلمون ” لا يعبر عنهم بالمرة و حتى إسم حزبهم ” الحرية و العدالة ” , فالإسلام دين نخوة و مروءة و ما يفعله الإخوان بعيد كل البعد عن أخلاق الإسلام و عن الحرية و العدالة .
و قد جاءت تصريحات “حمدى حسن” العضو القيادى بجماعة الإخوان المسلمين الذى صرح بأن المجلس العسكرى يريد أن يجعل من الحكومات و الأنظمة المقبلة فى مصر دمى يحركها كيفما يشاء و قال أيضا مخاطبا المجلس العسكرى : ” رئيسكم فى السجن الآن , و إن أردتم أن تفلتوه بمحاكمات هزلية و قوانين تسمح للسارقين بأن يردوا ما سرقوه مقابل براءتهم , فإن الشعب لن يسمح لكم بذلك و سيدخلكم معه “
كلمات حق نطق بها قيادى فى جماعة الإخوان المسلمين و جعلنى أشعر بالحيرة , فكيف هو مقتنع بما قاله و لا يستطيع رفض سياسة مرشدهم فى التعاون مع المجلس العسكرى بكل ظلمه و اخطاءه , هذه هى مشكلة الإخوان , لا أحد يمتلك حق التعبير أو التفكير و يجب عليه الإمتثال للأوامر بغض النظر عن أى شيء آخر , كلمات شجاعة و محترمة أدلى بها هذا الرجل و لا يدعو ذلك للتعجب , فما يفعله المجلس العسكرى لا يمكن السكوت عليه , و لكن ما يثير السخرية حقا هو تسارع إعلان رفض ما قاله حمدى حسن , أحد الأعضاء عن حزب الحرية و العدالة قال أن تلك التصريحات شخصية و لا تمت للجماعة بصلة , بينما قال أمين حزب النور بالجيزة أن الحزب السلفى لا يوافق قيادات الإخوان فى هجومها على المجلس العسكرى و تحديدا فى هذا التوقيت , و فى الوقت الذى سيشعرون فيه بأن هناك تواطؤ من جانب المجلس العسكرى فسوف يرفضون ذلك و يقفوا بجانب الشعب .
تخيل معى إذا كانت هذه التصريحات لا تهاجم العسكرى بل تجامله و تمدحه , هل سيخرج علينا أحد ليعلن أن هذه التصريحات شخصية و لا تمت للحزب بصلة ؟ , من ينفى انتقاد المجلس العسكرى فى ذلك الوقت تحديدا فهو يريد مصلحته فقط و لا يهتم بحق الشعب الذى أهدره المجلس العسكرى , يريد أن يحصل على مصلحته أولا قبل أى شيء , و عندما يشعر أن هناك تواطؤ فسوف يقف مع الشعب , لا يا سيدى الفاضل يجب أن تقف مع الشعب فى كل الأحوال ثم لا يوجد ما قد يفعله المجلس العسكرى أكثر مما فعله ليتبين لنا جميعا أن هناك تواطؤ صريح من جانب المجلس العسكرى .
أيضا وكيل مؤسسى حزب البناء و التنمية التابع للجماعات الإسلامية صرح أن الجماعة الإسلامية تعارض الهجوم العسكرى و أن الفترة التى تمر بها البلاد حرجة للغاية , و أن لديهم بعض التحفظات على أداء المجلس العسكرى , ما هذا العبث ؟ , ما هى تلك التحفظات ؟ أن العسكرى لم يهتم بالجماعات الإسلامية مثلما إهتم بالإخوان و السلفيين ؟ لأن الجماعة الإسلامية لم تنل قطعة من الكعكة التى يقسمونها فيما بينهم ؟
ما حدث من إنتهاكات تدعو أى شخص غير جبان و يمتلك النخوة و الكرامة أن ينتقد المجلس العسكرى بكل شدة و حزم و يرفض حكمه لأن العسكرى بلا أدنى شك قد حافظ على نظام مبارك و أجهض الثورة و قتل الشباب و عرى البنات و لذلك فهو باطل مائة بالمائة و لا نحتاج إلى تلك المواقف المخذلة العائمة التى لو عبرت عن شيء فهى لا تعبر سوى عن النفاق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق