يلجئون للمكان الذى اتهموه بالتخريب , يلجئون للمكان الذى أحتضن البلطجية و العملاء كما أطلقوا عليهم , يجتمعون ليطالبوا بما يروه حقا لهم و فى الأصل يجتمعون من أجل تحقيق أغراض معينة لكيانهم تحت مسمى حماية الثورة , الثورة التى تخلوا عنها و عن أهدافها فى مقابل المقاعد و المصالح , الثورة التى تركوا أبنائها يُقتلون و يُسحلون فى الشوارع و تُرمى جثثهم فى صناديق الزبالة و تُفقع أعينهم , و هم صامتون شامتون منتشون بالأغلبية فى البرلمان و يخططون للسيطرة على كتابة الدستور و الدخول فى سباق الرئاسة و لكن هناك من يهددهم فى سباق الرئاسة , هناك من يهدد فرصة شاطرهم لنيل كرسى الرئاسة و لذلك ثاروا تحت مسمى حماية الثورة و الاعتراض على ترشيح الفلول و ذلك من أجل الوطن , و لكنهم لا يجيدون خداعنا أكثر من ذلك فهناك آخرون من الفلول قد أعلنوا ترشحهم منذ فترة طويلة و لم نرى هؤلاء يثورون من أجل الثورة و حماية الوطن و لكن عندما قام من يهدد مصالحهم بإعلان ترشحه قاموا و ثاروا و تذكروا الشرعية الثورية التى أرادوا قتلها و دفنها عن طريق شرعية البرلمان الكاذبة , هم من قالوا أن الشرعية لهم عن طريق الصناديق و ليس هناك شرعية للميدان و الشرعية الوحيدة هى للبرلمان الذى يعبر عن الثورة و يحقق أهدافها , و لكنهم ظهروا على حقيقتهم و لم يهتموا بمقدار ذرة أن يحققوا أيا من أهداف الثورة بل اهتموا بالدفاع عن الداخلية و المجلس العسكرى و اتهام المتظاهرين بالبلطجة و العمالة و تعاطى الحبوب المخدرة , هاهم الآن يريدون أن يملئوا الميادين و يهتفون ضد العسكر لسبب واحد أنهم سمحوا لعمر سليمان أن يترشح و بذلك تكون مصالحهم تحت التهديد , و لم يهتموا قبل ذلك ترشح عمرو موسى أو أحمد شفيق و غيرهم من رجال النظام الفاسد , لذلك ليس من العقل أن نصدق حرصهم على حماية الثورة .
و هناك آخرون ثاروا أيضا و ملئوا الميدان و هتفوا ضد العسكر و لكن ليس من أجل مصر بل من أجل شخص , من كانوا يحرمون النزول فى المظاهرات و الخروج عن الحاكم , من كانوا يتهمون الشباب الحر بالعمالة و التخريب و البلطجة و بالكفر أحيانا , تغير كل شيء الآن و أصبح التظاهر حلال و ذلك من أجل شخص واحد , ليس من أجل الشهداء و المصابين و المعتقلين و المحاكمين عسكريا و لا من أجل الفتيات اللاتي انتُهك شرفهن و كُشف عن عذريتهن فما كان من شيوخهم إلا الاستهزاء و التكفير و رمي الاتهامات بالباطل , هؤلاء شيوخ أمن الدولة الذين كانوا يفسدون عقول المصريين بأفكارهم الهادمة لا البناءة و يحرمون التظاهر ضد الظلم و الفساد , من كانوا يصرخون و يتهمون الثوار بأنهم يخربون المبانى و يقتحمونها هاهم يقتحمون مجلس الدولة للضغط من أجل تبرئة مرشحهم من قضية قد تحرمه من المشاركة فى انتخابات الرئاسة , يثورون من أجل كشف الجنسية و لا يثورون من أجل كشف العذرية , فأين هو التدين و التحلى بأخلاق الدين الاسلامى العظيم ؟
أين الشباب الذين يمنعون المتظاهرين من الوصول لمجلس الشعب من أجل إيصال أصواتهم و مطالبهم و ذلك بحجة الاستقرار و تأمين مجلس الشعب و أين هتافهم " الشعب خلاص اختار البرلمان " , كانوا يمنعون المظاهرات التى تطالب بحق الشهداء بأوامر من المرشد و أيضا يشاركون فى المظاهرات بأوامر من المرشد ليس من أجل الوطن بل من أجل أهداف جماعتهم , هم شركاء فى الثورة و لكنهم خانوا شركائهم و بحثوا عن المصلحة الخاصة و اعتبروا أن الثورة انتهت و لا داعى للتظاهر مرة أخرى و أن الوقت حان للبناء و التقدم , خرجوا يوم 25 يناير الماضى فى الذكرى الأولى للثورة للاحتفال , يحتفلون و ما زال دم الشهداء على الشوارع لم يجف , يحتفلون و هناك الآلاف فى السجون الحربية , هم الآن يريدون التظاهر من أجل هدف لهم و لا يهتمون بالوطن و لا بثورته , فلا نامت أعين المنافقين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق