تعرض المتظاهرون يوم الجمعة الماضي
4 مايو لأبشع الإنتهاكات و الجرائم التى يتفنن رجال العسكرية فى إرتكابها و
ذلك غير ما تعرضوا له قبل يوم الجمعة من هجمات بلطجية المجلس العسكري الذين شوهدوا
و هم ينزلون من السيارات المخصصة لنقل الجنود , بداية الموضوع مسيرة كانت متجهة
لوزارة الدفاع أغلبها من أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل ( الذى تخلى عنهم و تبرأ
منهم بعد ذلك ) ثم إعتصام فى ميدان العباسية و ميدان العباسية غير ملاصق للوزارة و
لا يعتبر فى محيط الوزارة , كان هناك مطلبين أولهما هو حل اللجنة العليا
للإنتخابات الرئاسية حيث أن أعضائها من نظام مبارك و المطلب الثانى هو إلغاء أو
تعديل المادة 28 التى تعطي لتلك اللجنة صلاحيات لا تضمن العدل و النزاهة , و
المطلبين فى صالح الثورة و يضمنان النزاهة ى الإنتخابات الرئاسية القادمة و لذلك
إنضم لهم حركات أخرى و شباب الثورة و تعاونوا من أجل تحقيق المطلبين و التخلص من
الحكم العسكري الظالم الذى نعني منه طوال الأعوام الماضية منذ جمال عبد الناصر حتى
الآن .
أرسل قتلة المجلس العسكري بلطجية لكي يفضوا الإعتصام و نتج عن ذلك شهداء و
مصابين مما زاد من غضب الناس و تضامن الكثير معهم و استمرت هجمات البلطجية يوم بعد
آخر حتى جاء يوم الجمعة و قرر المجلس العسكري تحرير ميدان العباسية من الشرفاء حيث
تعود ذلك الميدان على وجود عكاشة و أنصاره و أنصار العسكر و لم يتعود على وجود
عقول متفتحة واعية و قلوب يملؤها حب الوطن و نفوس لا تخشي الموت , نزل أفراد
الشرطة العسكرية و أفراد الجيش المصري الذي يجب أن يكون مصدر الفخر و الاعتزاز و
لكنه أصبح مصدر الذل و المهانة , هجموا على المتظاهرين و طاردوهم بكل وحشية و
همجية ليس لها مثيل و تفرق المتظاهرون ى الشوارع الجانبية حيث ينتظرهم البلطجية
ليضربوهم بالأسلحة البيضاء ثم يسلموهم للجيش , ضباط الجيش و عساكرهم يتعاونون مع
البلطجية من أجل التنكيل بأبناء مصر دون النظر إذا كان رجل أو شاب أو شيخ أو امرأة
أو فتاه , الجيش المصري الذى قُتل من أبناءه على حدود مصر على يد الصهاينة لم
يلتفت لهم أحد من الحكومة أو المواطنين غير الثوار الذين حاصروا السفارة
الإسرائيلية من أجل كرامة الجندي المصري فهل يكون ذلك هو رد الجندي المصري ؟,
دخلوا المسجد بالأحذية كجنود الاحتلال و لم يراعوا أى حرمانية , قتلوا و اعتقلوا
من يطالبون بالحرية و الكرامة و بذلك لا يوجد من يهتم بكرامة تلك البلد غير هؤلاء
الثوار .
هناك من يرفض محاولات البعض لاقتحام مبنى وزارة الدفاع و ذلك بالطبع بعيد
عن الواقع و صعب الحدوث و لكن حاول البعض إزالة الأسلاك الشائكة , أنا أتفق فى رفض
ذلك و لكن يجب علينا عندما نشاهد مشهد معين يجب أن نشاهده بالكامل لا أن نشاهد جزء
منه ثم نحكم , يجب علينا أن نراه كاملا بخلفياته و ما يترتب عليه ذلك المشهد و ما
سبب حدوث ذلك المشهد , جزء من المشهد أن البعض يحاول إزالة الأسلاك الشائكة فيقول
الناس أنهم بلطجية و مخربون بل و يعمم الناس و يشمل ذلك الإتهام كل من شارك فى
المظاهرة أو الاعتصام , ذلك هو الجزء الذي يريد المجلس العسكري أن يشاهده المصريون
و لكن المشهد الكامل أن قبل ذلك قام بلطجية المجلس العسكري بالهجوم على المعتصمين
بالأسلحة النارية و الأسلحة البيضاء , تلك جريمة المجلس العسكري بلا شك طرف فيها و
متواطئ فيها و أسفر عن ذلك شهداء منهم طلبة في الجامعة و منهم سلفي حيث لم يفرق
البلطجية بين أحد و نفذ الأوامر التي تأتيه من جنرالات المجلس العسكري ,
الانتهاكات التي مارسها المجلس العسكري و بلطجيته أدى إلى الغضب و هنا تختلف ردود
الأفعال , هناك من يتمسك بالسلمية و هناك من يثور و يقوم بأعمال متهورة كاقتحام
وزارة الدفاع و لكن في المجمل أن كل ما يحدث هو مجرد رد فعل ليس أكثر و بالتالي
إذا لم يقوم الجنرالات و بلطجيتهم بتلك الجرائم لم يكن لأحد أن يفكر فى الرد على
ذلك و بالتالي لا يكون الخطأ على من يمارس رد الفعل بل الخطأ من الأساس على من
مارس الفعل الذي ترتب عليه رد الفعل , المشكلة أن الناس تهاجم رد الفعل و يتناسوا
الفعل الأصلي و ذلك هو ما أقصده عن مشاهدة جزء من المشهد و غض النظر عن مشاهدة
المشهد بأكمله و لذلك يكون الحكم خاطئ , حيث يتهم الناس الثوار بأنهم بلطجية و
مخربين مع أن المخربين الحقيقيين هم جنرالات المجلس العسكري و بلطجيتهم و يحدث ذلك
في جميع الأحداث الماضية مثل ماسبيرو و محمد محمود و مجلس الوزراء و غير ذلك من
الأحداث , و عندما تظاهر البعض عند وزارة الداخلية بعد مجزرة بورسعيد لم يكن ذلك
غير رد فعل , أرجو يا سادة أن تحكموا على المشهد حين تروه بأكمله و بكامل أبعاده و
خلفياته و ألا تحكموا و تلوموا على رد الفعل بل ترجعوا إلى الفعل الأصلي .
يفكر البعض و يتوقع أن الذين حاولوا إزالة الأسلاك الشائكة ليسوا من
المتظاهرين بل هناك من أرسلهم ليشعلوا الموقف و ينشروا الفوضى و تتجه أصابع
الإتهام لمبارك أو أحد من رجاله , قد يكون ذلك التوقع صحيح و لكن هناك نقطتين
بخصوص ذلك الكلام :
1- حتى لو أن هؤلاء أرسلهم مبارك أو أحد من رجاله فلن يستطيعوا أن يفعلوا شيء بدون وجود إشتباكات أو فوضى بالفعل , و بالتالي لن يستطيع هؤلاء أن يفعلوا شيء إذا تعامل المجلس العسكري مع الأعتصام بطريقة متحضرة و محترمة و إحترام سلمية الإعتصام .
1- حتى لو أن هؤلاء أرسلهم مبارك أو أحد من رجاله فلن يستطيعوا أن يفعلوا شيء بدون وجود إشتباكات أو فوضى بالفعل , و بالتالي لن يستطيع هؤلاء أن يفعلوا شيء إذا تعامل المجلس العسكري مع الأعتصام بطريقة متحضرة و محترمة و إحترام سلمية الإعتصام .
2- الموقف أصلا مشتعل بسبب إنتهاكات الجنرالات و بلطجيتهم بل أحب أن أوضح
أن مبارك لا يحتاج أن يرسل أشخاص ينشروا الفوضى و الرعب حيث أن رجاله و هم جنرالات
المجلس العسكري " بيقواموا بالواجب و زيادة "
ما حدث يجب أن يوقظ الناس من الوهم الذي يعيشون فيه و يجب أن يتحد أبناء
الثورة من جديد , قبل ذلك كان التنكيل في أصحاب الفكر المدني و الليبرالي و
الناصريين و الإشتراكيين و 6 إبريل و كفاية و الألتراس و غيرهم من الأيدلوجيات و
الحركات و أيضا الأقباط و الأزهريون , الآن التنكيل جاء فيهم أيضا و السلفيين
انضموا لقائمة الضحايا و بذلك يكون هناك دم و عرض و ثأر بين المجلس العسكري و ين
جميع طوائف الشعب المصري , ما أريد أن أقوله أنها دائرة تدور على الجميع و دائرة
الظلم لا تقف غير بتوحيد الصفوف و عندما يؤكل المرشد غدا سيعرف حقيقة أنه أُكل يوم
أُكل الثور الأبيض .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق