السبت، 19 نوفمبر 2011

لقد وقعنا فى الفخ

شاهد كل مصرى ما حدث فى ميدان التحرير يوم السبت 19 نوفمبر من قسوة و عنف أمنى هدفه تفريق الإعصام الكائن هناك بلا أى داعى لهذا العنف و بحجج فارغه وهى تسيير حركة المرور فى الميدان وذلك يدهشنى فالمعتصمون لم يعطلوا حركة المرور لكنهم تواجدوا فى الصينية وليس لهم علاقة بالشارع والمرور , العنف الذى مارسه الأمن تحت مظلة فض الإعتصام نتج عنه بالتأكيد غضب المتظاهرين والرد على رجال الأمن للدفاع عن أنفسهم و أيضا للدفاع عن قضيتهم التى من المفترض أن تكون قضية الشعب المصرى بالكامل ولكن لا أستطيع معرفة ماذا حدث لشعب مصر الثائر الذى خرج عن بكرة أبيه للوقوف ضد مبارك ونظامه و التصدى للظلم و الطغيان , ردة فعل المتظاهرين كانت طبيعبة جدا ولا ينبغى أن يلومهم أحد على ذلك فهم كانوا فى إعتصام سلمى و تدخلت قوات الأمن بوقاحة لفض هذا الإعتصام , فإلى متى سيستمر هذا القمع من وزارة الداخلية و من المجلس الذى يدير البلاد الأن وهو المجلس العسكرى ؟ إلى متى ستظل الإهانه و الوحشية ؟ إلى متى سيستمر ضرب المتظاهرين وإنكار حقهم فى التظاهر والإعتصام السلمى من أجل حقوق سلبها المجلس و حكومته الضعيفة ؟

بالطبع هناك الكثير ممن سيبرر عنف الأمن بأن من كانوا فى الميدان هم مثيرو للشغب وبلطجية ولا توجد طريقه للتعامل معهم غير الضرب بكل عنف , هذا التبرير من هؤلاء هو ما يجعل هذا الظلم يستمر ويدفعه للخلود طالما هناك عقليات تقبل الإهانة و الذل والكبت فلماذا يتوقف الأمن عن ذلك ؟ , سيظل الشرطى يرى أنه فوق المواطن و يستطيع قتل هذا وتعذيب هذا طالما أنه يجد التشجيع على ذلك من وزارته الفاسدة ووزيره الكاذب و من العقليات المريضة التى تبرر هذه التجاوزات بل وتفخر بها , أرجو من كل أمثال هؤلاء تحكيم العقل و التفكير شكل صحيح فإذا وصلوا للحق فعليهم أن يدافعوا عنه و يحاربون الباطل و إذا لم يصلوا لشيئ فما عليهم غير الصمت الأبدى لنرتاح من هذه الأفواه و نبدأ بتطهير الدولة , من سيعوض مالك مصطفى عن عينه التى فقدها بسبب غباء وتصلب أجهزة الأمن ؟ من سيعوضه عن عينه ولا يوجد شيئ فى الدنيا قد يعوض عن فقدان العين ؟ هل ستذهب سدى كما ذهبت أعين المصابين فى الثورة سدى و ذهبت أرواح الشهداء بلا مقابل حتى الأن ؟

ما فعله الأمن مبرر كاف لكى يعود الشعب المصرى بالملايين إلى ميدان التحرير للوقوف مرة أخرى فى وجه الظلم و الذل و للحفاظ على الكرامة فأنا لا أجد أى كرامة فيما يحدث و بهذا الأداء يجب أن يحاسب رجال الشرطة على التجاوزات و قبل ذلك يجب أن يحاسب وزير الداخلية الحالى على كل ذلك ولكن ماذا سيكون رده ؟ , سكون الرد كالأتى " لماذا لا تحاسبوا وزير الداخلية السابق قبل أن تحاسبوننى " بالطبع معه حق فكيف يخاف أى وزير حالى و هو يرى التقصير فى محاكمه رجال النظام السابق والقصاص منهم وكيف سيحترم أى شرطى القانون دون معاقبة أى شرطى يخالف القانون ؟ , سؤال مهم موجه لرئيس حكومتنا الغافل و موجه أيضا للمجلس العسكرى الذى أوصل البلاد لهذه الحالة بسب سوء إدارة المرحلة الإنتقالية و محاولة عرقلة الثورة والوقوف ضد أهدافها بل والتعدى على الثوار فى كل مظاهرة بإستخدام الشرطة العسكرية و الإعتقاد بأن الشعب المصرى سيخاف أو سيحنى رأسه مرة أخرى , وإذا كان المجلس يستعرض قوته على شعب مصر فالأفضل له أن يترك السلطة قبل أن يثور عليه الشعب و للأمانة أقول لكم ذا كنتم تعتقدون أننا سنحنى رأسنا مرة أخرى فأنتم تعيشون الوهم .

فى ظل محاكمات وهمية لرجال النظام السابق و فى ظل حكم المجلس العسكرى الذى خذل ثوار مصر و فى ظل هذه الحكومة الضعيفة المخيبة للأمال وفى ظل الكبت و الظلم المنتشر حاليا بدلا من تطبيق حرية الرأى والتعبير والتظاهر , فى ظل كل ذلك لا أستطيع أن أقول غير عبارة واحدة ... " لقد وقعنا فى الفخ " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق