طوال عده أشهر منذ تنحى مبارك و حتى يومنا هذا , يخرج علينا يوميا جنرال من جنرالات المجلس العسكرى ليتباهى و يمن علينا بأن المجلس هو من حمى الثورة و دافع عنها ووقف بجانبها , كان ذلك تحدى لعقل المواطن المصرى الذى كان شاهدا على أيام الثورة و لم يجد أى حماية من العسكر , ولكن جاء التحدى أسهل مما توقع أفراد المجلس و صدق الكثير من المصريين تلك الخدعة و تعايشوا على ذلك وأثر ذلك على وجهة نظرهم تجاه الثوار و الشباب الحالم بإستكمال الثورة و العمل على إنجاحها و مهاجمتهم بأنهم عملاء و مخربون و يريدون حرق مصر وإفسادها , ونتيجة لذلك تمادى المجلس العسكرى فى التباهى و تحول ذلك إلى إجهاض الثورة بالفعل و تفعيل نظام مبارك كما هو بدون تغيير , فجاء الإجهاض عن طريق قتل الثوار و إعتقالهم و عن طريق المحاكمات العسكرية و الرقابه على الصحف و القنوات , وطبعا كان المبدأ هو إغلاق القنوات التى تذيع الحقائق و تكشف كذب الجنرالات و تهديد قنوات أخرى بالغلق مع إفتتاح قنوات أخرى تقدم لنا إسفاف قذر, طبعا يوجد الكثير من الإنتهاكات التى مارسها المجلس العسكرى لم تحدث فى عهد المخلوع مثل كشف العذرية الذى تم على خلفيته محاكمة جندى واحد فقط بل وتخفيف الإتهام من هتك عرض ليصبح فعل مخل , و أيضا سحل الفتيات و تعريتهم بلا رحمة أو إنسانية من بعض الهمج يقودهم من هم أكثر همجية , يتغاضى معظم المواطنون عن هذه اللإنتهاكات و يصابوا بالصم و البكم المؤقت فى سبيل الإستقرار و إنقاذ الإقتصاد ولكن ألا يتيقن العاقلون أن الإقتصاد متدهور منذ زمن و ذلك بسبب سياسة نظام مبارك و من قبله و ليس سبب الثورة , بعد كل ذلك يتبنى البعض فكرة الخروج الآمن لأعضاء المجلس العسكرى بحجة العبور إلى الديموقراطية .
لا يوجد من يمانع أن تعبر مصر إلى الديموقراطية و لكن مرفوض و بشدة أن يكون هذا العبور على جثث الشهداء و دمائهم و أعراض الأخوات , و أيضا مرفوض السكوت على الإنتهاكات التى تمارس ضد الشباب المصرى حامى الثورة الحقيقى و ليس المشير هو من حمى الثورة و ليس الإخوان هم من حموا الثورة و لم يحمى الثورة أحد غير الشباب الذى قام بها و يريد الحفاظ عليها دون النظر للمصالح و المناصب و المكاسب , المكسب الوحيد المطلوب هو تحرير مصر من الفساد و الظلم لنرى الحرية و العدالة تطبق بالفعل و ليس بالكلام و الصفقات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق