الأحد، 10 يونيو 2012

أنتم من تشوهون الإسلام


هناك أخطاء فردية قد يقع بها شخص منتمى لتيار ما أو حزب ما و ذلك يعيب الشخص ولا يمكن أن يعيب الحزب أو التيار لمجرد أن شخصا واحدا أخطأ بطريقة ما , بالطبع ذلك كلام عقلاني و لا يصح أن نتهم الحزب بأكمله بسبب خطأ فردى من أحد المنتمين له , ما حدث أن هناك نائب سلفي و داعية يدعى على ونيس تم إتهامه بممارسة فعل فاضح داخل سيارة حيث كان فى السيارة الواقفة على الطريق الزراعى و ضبطه بعض أفراد النجدة فى وضع مخل و لكن النائب السلفى ينفى ذلك بشدة و يؤكد أن الفتاه التي معه هى أبنه أخته و كانت فى حالة إعياء و يحاول إفاقتها , أتمنى أن يكون ذلك صحيحا ليس حبا فى التيار السلفى ولكن حبا فى الإسلام الذى يشوهه هؤلاء بأفعالهم , أتمنى أن يكون رجال الشرطة مخطئون و لكن لا أجد سببا يجعلهم يفترون على رجل فى البرلمان , فهم قد يلفقون تهمة لرجل ضعيف ليس له ظهر يستند إليه و لكن لماذا يفترون على نائب برلماني من حزب قوى و يعتبر فى المركز الثانى فى البرلمان بعد حزب الحرية و العدالة , و إذا كان الرجل غير مخطئ و معه الحق كل الحق فلماذا مارس حزب النور ضغوطا على رجال المباحث للتكتم على الواقعة و عدم تحرير محضر رسمي ؟

نظم عدد كبير من التيار السلفى و الجماعات الإسلامية مسيرة شارك بها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح و بعض قيادات الإخوان و معهم بالطبع النائب على ونيس رافضون إتهام النائب و الإفتراء عليه و يتهمون رجال الشرطة بالكذب , أتمنى أن نكتشف أن رجال الشرطة هم الكذابون و المفترون كعادة رجال الداخلية حفاظا على صورة الإسلام التى يشوهها بعض الإسلاميين بتصرفاتهم الحمقاء , قال بعض أنصار التيار السلفي أن ما حدث الهدف منه النيل من رجال الدين و التشهير بهم و الهدف أيضا هو عدم وصول الإسلاميين للحكم , كلام غريب و سخيف يصعب تصديقه , لا أفهم لماذا لم يسرع بها الرجل لأقرب مستشفى بدلا من محاولة إفاقتها كما يقول ؟ لماذا يضع نفسه موضع شك و شبهة ؟ , قد يصدق الكثيرون الإتهام الموجه للنائب السلفى ليس نكاية فى التيار السلفى ولكن لأنهم لم ينسوا الواقعة التى كان بطلها النائب السلفى الآخر أنور البكليمي الذى أعلن تعرضه للهجوم و سرقة أمواله ثم أكتشفنا جميعا انه لم يتعرض للهجوم قط و لكنه أجرى عملية تجميل بأنفه " و التي يحرمها التيار السلفى " , قام حزب النور بفصل البكليمي و هلل له البعض لذلك و أنتهى الموضوع , تلك جميعا أخطاء لأشخاص و لكن كثرت تلك الأخطاء و أذكر بعض الأمثلة و لا أذكرها جميعا و منها عندما كان الشيخ حسن أبو الأشبال يخطب فى الناس من أجل الدعايا للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الذي كان مرشحا لرئاسة الجمهورية قبل أن يتم إستبعاده و ظل الشيخ حسن يقول كلاما لا يقبله صاحب عقل مثل أن أبو إسماعيل هو المرشح الذى إختاره الله و أن من أبتعد عنه فقد إبتعد عن شرع الله و كأن الدين الإسلامى كان متمثل فى هذا المرشح فقط , نذكر أيضا الإعلامى خالد عبد الله و موقفه من تعرية الفتاه فى أحداث مجلس الوزراء و سخريته من الأمر و لا نسمع له صوتا الآن عندما إتهم أحمد شفيق الإسلاميين بشتى الإتهامات , و عندما قام الشيخ عبد المنعم الشحات بتكفير الديموقراطية و الإنتخابات و التى شارك بها فيما بعد " سبحان الله " , و مواقفهم من إنتهاكات المجلس العسكرى ضد الثوار و مجازرهم لم نسمع بأحد منهم يقول كلمة حق ذلك غير موقفهم من الثورة فى بدايتها و تحريم المظاهرات و الخروج عن الحاكم  , أيضا إستفتاء مارس الذي يعانون الآن من نتيجته و بالأخص المادة 28 فقد فعلوا كل شيئ ليقنعوا الناس بالتصويت بنعم و قالوا أنها من أجل الإسلام و نصرة دين الله و شريعته و أن من يقول نعم فقد دخل الجنة و وصف احد شيوخهم الإستفتاء بغزوة الصناديق و أن من لا يريد تلك النتيجة فعليه السفر إلى دولة أخرى مثل كندا !

المشكلة فى حزب النور أنهم أسسوه دون النظر للكفاءة و لكن الإهتمام بالأسماء و الإستقطاب و الموارد المادية مما جعل أناس يشغلون مناصب قيادية بالحزب و هم لا يصلحون لذلك مما يشكل إساءة للحزب الذى يتكلم بإسم الدين الإسلامي " دون وجه حق " و ذلك يشكل إساءة للدين الإسلامى  و أن هناك من شارك فى الحزب و التيار السلفى عموما من أجل السلطة و المصالح لا من أجل أنه يؤمن بالفكر السلفى , إذا إتضح أن موضوع النائب السلفى على ونيس صحيحا و أنه بالفعل إرتكب فعل فاضح فى السيارة فلن يكون كافيا أن يظهر المتحدث الرسمى و المعتذر الرسمى لحزب النور نادر بكار ليعتذر عن أفعال ذلك النائب ثم ينتهى الموضوع فذلك الفعل صدر عن شخص يتحدث كأنه رجل دين و داعية و ناصر للإسلام و بالتالي ينتج عن ذلك إساءة شديدة للإسلام تسبب بها هؤلاء الذين إرتدوا عباءة الدين للوصول للكراسي , هناك أيضا بعض الأئمة فى المساجد و خطب الجمعة يستخدمون ذلك المكان من أجل الدعايا و توجيه الناس سياسيا و ذلك غير مقبول فتلك بيوت الله و ليست بيوتهم و لا يصح أن يستخدموها لأغراضهم , هناك الكثير من سكان الدول الغربية يكرهون الإسلام دون أن يعرفوا ذلك الدين العظيم , يكرهونه لأنهم لم يروا غير الأفكار الوهابية المتشددة و الجماعات التى تمارس أعمال إرهابية بحجة الدفاع عن الإسلام , هؤلاء لا يمثلون الإسلام بل يسببون له الإساءة و التشويه , فالإسلام الذى قام على مبدأ المساواه بين الناس و العدل لا يمكن أبدا أن يدعو للعنف و الكراهية و لا يمكن أن يكون بالمظهر فقط و لا يوجد جوهر , الأهم هو الجوهر قبل المظهر يا سادة , أرجوا أن تكفوا عن الإساءة للدين الإسلامى و ألا تتكلمون بشريعة الله و عباءة الإسلام من أجل الوصول للمناصب و الأهداف رحمكم الله , فأنتم من تشوهون الإسلام .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق