الجمعة، 17 فبراير 2012

الشباب فى مواجهة الظلم و السذاجة

وأنت جالس فى أى مكان و سمعت من يقول تلك العبارة المشهورة " الشباب منهم لله اللى خربوا البلد , قابضين وعملاء ... الثورة وديتنا فى داهية "  فيجب عليك ألا تصمت بل عليك أن تسأله , هل تملك الدليل على ما تقول ؟ هل أنت متأكد مما تقوله أم أنك تردد الكلام و الإتهامات مثل البغبغاء و لا تفكر بعقلك ؟ هل حكمت الثورة أم أن الذى يحكم هو نظام مبارك و على رأسه المجلس العسكرى ؟ ألا يحق للشباب أن يطالبوا بإستكمال الثورة و إسقاط حكم العسكر بإعتباره إمتداد لمبارك أو حتى لأنه فشل تماما فى إدارة المرحلة الإنتقالية ؟ , بالطبع سيقول لك ذات الإسطوانه التى تقول " أه انا عارف المشير وحش بس لازم نستنى ونصبر عشان الإستقرار " , فيكون رد فعلك الضحك بإستهزاء من سذاجة هذا الرجل و تقول له وأين هو الإستقرار الذى تريده , هل هو متواجد فى ماسبيرو أم محمد محمود أم مجلس الوزراء أم بورسعيد ؟ , الإستقرار هدف لا يريده المجلس العسكرى لأن عدم الإستقرار أداه بيد العسكر يبطش بها ولا يحاسبه أحد ولن يقف أحد فى وجهه غير شباب المصر الثائر الحر الذى يضحى بأى شيئ من أجل ألا يستمر عهد مبارك و من قبله وحتى لا تظل مصر تحت إستبداد العسكر بل تكون فى أيدى مدنية أمينة .

هؤلاء الشباب يواجهون الآن بطش و إنتهاكات العسكر فى ظل سكوت المصريين عن تلك الإنتهاكات و هو ما يجعل العسكر أكثر قوة و بطش , ويواجهون أيضا نفاق البعض للسلطة و تخوينهم للثوار حتى يكتسبوا مكانة فى قلب الجنرالات و لكنهم لا يدرون أن هؤلاء الجنرالات بلا قلب وسيدهسون الجميع للوصول لأهدافهم , ولكن الأصعب من كل ذلك أن الشباب يواجه أبناء شعبه الصامتين الذين يرددون إتهامات العسكر و منافقيهم بلا وعى , إذا نزل الشباب للتعبير عن غضبهم من أجل ما حدث فى بورسعيد , يتهمونهم بالبلطجة و العمالة و يتناسون تواطؤ الداخلية و العسكر فيما حدث و يلومون على رد الفعل و لا يلومون الفعل نفسه , عندما تتوجه مسيرة لمجلس الشعب أو وزارة الدفاع أو أى مكان لا يفكر الناس بأن هؤلاء من يريدون تحرير مصر و إسترجاع الثورة المسروقة بل يفكرون بأنهم سيقتحمون هذا المبنى أو سيحرقونه أو ينهبون محتوياته و ذلك نتيجة عشرات السنسن من الذل والقهر والظلم والظلمات تحت حكم العسكر الذى يدافعون عنه الآن , عندما تتم الدعوة للإضراب تتوالى الإتهامات على الفور فهم عملاء للأمريكان والصهاينة و يريدون تخريب مصر و توقف عجلة الإنتاج بها و يطل علينا من يطلق عليهم لقب شيوخ لتحريم هذا الإضراب و الناس تصدق بالطبع , ولكن أين كانوا هؤلاء الشيوخ من قبل , أين هم من تحريم قتل النفس و تعرية النساء , يستخدمون الصفة الدينية لتدنيسها فى نفاقهم و فتواهم التى يتقربون بها من السلطة و هؤلاء الإسلام منهم براء .

قيل الإضراب سيخرب البلاد لأنه وقف للحال و تعطيل للإنتاج , لا تضحك فهذه ليست نكتة بل هذا ما قيل فعلا , أين الإنتاج الذى سيقف و أين الأموال التى ستختفى , الأموال تذهب للناهبين الذين هم على رأس السلطة , فعندما ننجح فى الإضراب فنكون قد نجحنا فى تقليل الأموال المنهوبة بإستمرار ولكن لا تحاول إقناعى أن هناك مواطن شريف ينال من الأجر ما يستحق , الإضراب لم يكن ليوقف الإنتاج بل لوقف الفساد والظلم , هل العاملون و الموظفون و غيرهم بتقنون العمل و يكدون ؟ هل دخلت مصلحة حكومية من قبل و لم تجد موظف ليس فى مكانه بل لم يأتى اليوم , أو موظف يتكلم فى التليفون و لا يعيرك إنتباه , موظفة تمضى و تذهب للبيت " عشان العيل قاعد لوحده " أو أخرى تستغل وقت العمل لتقطيع الخضروات التى تستخدمها فى الطهو اليوم , و إذا كان الموظف موجود هل المصلحة التى ذهبت من أجلها , هل تقضى دون أن يأخذ منك رشوة أو " يطلع عينك و عين اللى خلفوك " حتى يقضى المصلحة و أليس ذلك تعطيل للمصالح ووقف للإنتاج ؟ , العساكر فى الشرطة أو فى الجيش الذين يقومون بخدمة الظباط و اللوائات بدلا من خدمة الوطن ألا يضر ذلك بالوطن حيث يقوم العسكرى بخدمة الظابط و أسرته , عندما يقوم المواطن بركن سيارته صف ثانى , ألا تشاهد ذلك المشهد ألاف المرات , ألا ينتج عن ذلك تعطيل الحالة المرورية , ولكن كل ذلك وغيره طبيعى و عندما يدعو الشباب للإضراب الموجود أصلا بحياتنا اليومية دون ان نشعر , تتأهب أبواق المجلس العسكرى من شيوخ و إعلاميين وكتاب منافقين يتأهبون لإتهام الشباب بالعمالة و التخريب ليستغلون السذج والراضين بالذل لينشروا سمومهم .

الثورة مستمرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق